من منا لم يتردد في احد المواقف في عمل ما كان عليه عمله بسبب اعتقاده بأنه لا يستطيع ذلك.

من منا لم تتردد عبارات في داخله مثل " أنا غير قادر على إتباع هذه الحمية, أنا لن أفلح في هذه المادة, هذا العمل صعب علي".

هناك أعمال يعتقد الشخص انه لا يستطيع فعلها, وفي المقابل هناك أعمال يعتقد انه يستطيع أن يفعلها, وهذه الاعتقادات تندرج تحت مسمى (الفعالية الذاتية).

تعرف الفاعلية الذاتية بأنها (اعتقاد الفرد عن قدرته على إتيان أمر معين), ومالم يكن هناك سبب مقنع لعدم القدرة, فالفعالية الذاتية هي معيار اعتقادات القدرة, فاعتقاد الشخص بعدم قدرته على فعل شيء معين يدل على أن الفعالية الذاتية لديه منخفضة بالنسبة لهذا العمل والعكس صحيح.

وللفعالية الذاتية أربع مصادر تسمى (مصادر الفعالية الذاتية) وهي مرتبة ترتيباً تنازليا حسب قوة التأثير كالآتي:

1. الخبرات السابقة:
فكلما كانت اغلب الخبرات السابقة عن عمل معين (كإتباع حمية غذائية) تتسم بالفشل, انخفضت الفعالية الذاتية لإتيان هذا العمل مستقبلاً, وكلما كانت اغلب الخبرات السابقة عن هذا العمل تتسم بالنجاح, ارتفعت الفعالية الذاتية لإتيان هذا العمل, والفعالية الذاتية لا تتكون إلا بعد تراكم خبرات الفشل أو خبرات النجاح.

2. المقارنة بالأقران:
عامل آخر من العوامل التي المحددة لفعالية الذات وهو مقارنة أنفسنا مع الآخرين في أداء معين, وخصوصاً الأشخاص الذين في مثل مستوانا أو أقل.

فلو أن أحد أصدقائك في المدرسة كان في مثل مستواك الدراسي, وكان قد أدى أداءً جيداً في اختبار ما, فإن هذا سيرفع الفعالية الذاتية لديك في هذا الاختبار والعكس صحيح.

3.الإقناع اللفظي:وهذا المصدر يعتمد على الأشخاص المحيطين بنا, وما يقومون به من إقناع لنا حول موضوع ما, فكلما زاد إقناع المحيطين بنا على أننا قادرين على إتيان عملٍ ما, ارتفعت الفاعلية الذاتية عندنا بالنسبة لهذا العمل والعكس صحيح.

4. التنبيه الانفعالي:
إن الانفعال الحالي الذي لدى الشخص أثناء تأديته عمل ما يؤثر على فعاليته الذاتية نحو هذا العمل, فلو افترضنا أن الطالب بدأ المذاكرة وهو مشدود الأعصاب وقلق, فإن هذا القلق سيخفض فعاليته الذاتية نحو الذاكرة بحيث انه سيرى انه سيفشل, وبعدها سيترك المذاكرة.

وقد تكون الفعالية الذاتية فردية (خاصة بفرد نفسه) وقد تكون جماعية (يدخل فيها جماعة من الناس), قد يكون لدى شخص فعالية ذاتي منخفضة نحو عمل ما وفعالية ذاتية مرتفعة في عمل آخر, ومما هو جدير بالذكر أن علماء النفس فرقوا بين الفعالية الذاتية المنخفضة وبين اليأس, ففي الأولى يعتقد الفرد انه غير قادر على اجتياز اختبار التوظيف مثلا, بينما في اليأس يعرف الشخص انه قادر على اجتياز اختبار التوظيف ولكنه يعرف أن مدير المؤسسة سيعين ابنه مثلاً, وأن هذا الاختبار مجرد واجهة أمام المسئولين.
بقي أن أقول أن الفعالية الذاتية كما في مسماها (ذاتية) وليست موضوعية, أي أنها قد لا تمثل الواقع, فقد برى الشخص انه غير قادر على عمل ما, مع انه قادر عليه وقد يكون أفضل من غيره في هذا العمل, فعليك أخي أن تنتبه على فعاليتك الذاتية, فقد يكون انسحابك من أمور معينة نتاج انخفاض في الفعالية الذاتية وليس بسبب عدم القدرة حقاً.

Compteur

Alexa